أرتجال اللحضة ابو جهاد المحمدي شاعر المقاومة العراقية الاول

عن طائفية الدولة
د. يحيى الكبيسي
في ٢٢ آب ٢٠١٤ هاجم أفراد ينتمون إلى الميليشيات، من عشيرة الزركوش يقودهم المدعو مزهر حاچم الزركوشي، مسجد مصعب بن عمير في ديالى، وقتلوا ٣٤ مصلياً كانوا يقيمون صلاة الجمعة.
في ٢٦ أيار ٢٠١٥ أصدرت وزارة الداخلية العراقية بياناً قالت فيه إن: “محكمة جنايات الرصافة الهيئة الأولى وبموجب قرارها المرقم ١٦١/ج١/ ٢٠١٥ أصدرت، اليوم، حكمها بالإعدام شنقاً حتى الموت بحق المدانين الذين ثبت جرمهم في قضية الحادث الإرهابي الذي أدى إلى مقتل مصلين في جامع مصعب بن عمير بمحافظة ديالى”. وكان هناك عشرات من شهود العيان من الناجين قد شهدوا ضدهم.
اليوم، وبعد خمس سنوات، يصدر قرار تمييزي بالأفراج عن القتلة ويتم استقبالهم بالهتافات واطلاقات النار في منطقة حمرين التابعة لناحية السعدية! ببساطة لأنّ التجريم في العراق يتم على أساس الفاعل وليس على أساس الفعل! وبتواطؤ جماعي غير قابل للانتهاك!
السؤال البريء هنا أي إنشاء يمكن له أن يسلّي أرامل ويتامى وهم يشاهدون قاتليهم وهم يرقصون حقيقة وليس مجازاً؟ وأي قوى على الأرض يمكنها أن تمنع هؤلاء من الانضمام لداعش لمجرد الانتقام؟
الاعلان عن القاء القبض على منفذي جريمة مسجد مصعب بن عمير
اعلن محافظ ديالى عامر المجمعي، الثلاثاء، عن القاء القبض على ثلاثة اشخاص من قبيلة “زركوش” لتورطهم في مجزرة مسجد مصعب بن عمير، مؤكدا أن هذه الخلية كانت تحاول شق الصف الوطني والتكاتف العشائري وزعزعة الامن في المحافظة.
وقال المجمعي في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي وتلقت “السومرية نيوز”، إنه تم “القاء القبض على ثلاثة اشخاص من قبيلة زركوش وهم كل من منير مزهر حاجم سلطان الزركوشي وصدام مزهر حاجم سلطان الزركوشي وسالم مزهر حاجم سلطان الزركوشي الذين كان لهم اليد في ما حصل من مجزرة في مسجد مصعب بن عمير”.
وأضاف المجمعي أن “هذه الخلية كانت تحاول شق الصف الوطني والتكاتف العشائري وزعزعة الامن في مناطق ديالى الامنة”، مشيرا إلى أن “التحقيق في ملابسات الحادثة من قبل الاجهزة الامنية ولجنة تقصي الحقائق افضت عن القاء القبض على عدد من المتهمين بعد التعاون من قبل الاهالي في تلك المنطقة لكشف الجناة والمسؤولين عن تلك الحادثة”.
واكد محافظ ديالى ان “هناك خطط امنية جديدة ستوضع وبأشراف مباشر من قبله لاعادة الامن و الاستقرار لاغلب مناطق محافظة ديالى التي تشهد خروقات امنية متكررة”.
وشهدت محافظة ديالى في (22 آب 2014)، مقتل وإصابة أكثر من 30 مدنياً بهجوم مسلح استهدف مصلين في مسجد مصعب بن عمير بقرية الزركوش شرق بعقوبة، الأمر الذي دفع ببعض الكتل سياسية المنضوية في اتحاد القوى الوطنية إلى تعليق مشاركتها في مفاوضات تشكيل الحكومة لحين الكشف عن مرتكبي الجريمة.
تفاصيل مجزرة جامع مصعب بن عمير في ديالى العراقية على أيدي عصائب أهل الحق (الباطل)
إن مجزرة مسجد مصعب بن عمير في مدينة ديالى العراقية لم تكن عبثية إنما كان مخطط لها و قد قامت بهذه المجزرة مجموعة من عناصر عصائب أهل الحق (الباطل) الشيعية و عددهم 14 عنصراً كما تُظهر بعض الصور , فقد ظهرت صور لمجموعة من المسلحين و يضعون اشارات خضراء اللون على رؤوسهم قبل دخولهم للمسجد , و إن غالبية الشهداء هم من عشيرة أوس و جميعم من أهل السنة العراقيين ..
و هذه المجموعة التي قامت بالمجزرة تابعة لوزير النقل هادي العامري و غالبيتهم من الشيعة الفرس ذات الاصول الايرانية و من نفّذ المجزرة هم كل من قائد الميليشيات عبد الصمد سالار الزركوشي وباقر محمد عيدان الزركوشي وحسن علي مهدي الزركوشي وسمير صبري علي حاجم الزركوشي وروكان علي حاجم ومنير صبري علي حاجم وجليل ابراهيم سبتي وجاسم محمد لطيف وحسن صمد سالار الزركوشي وفرات محمد رشيد ومنير مزهر حاجم وصدام مزهر حاجم ومحمد صمد الزركوشي ورحمن غيدان نادر.
و سبب هذه المجزرة هو محاولة المليشيات الشيعية بسط نفوذها على كامل المنطقة و حتى على قوى الأمن العراقية و التي غالباً ما تقف على الحياد في مثل هذه المجازر و يُذكر ان المنطقة شهدت عدة مجازر طائفية سابقاً.
و قد ذكر بعض الناجين من المجزرة أنه أثناء نزول الخطيب لاداء صلاة الجمعة دخل بعض العناصر يلبسون لباس رياضي و بعضهم لباس عسكري و معهم سلاحهم و قاموا مباشرة بقتل الخطيب و من ثم اطلاق النار على كافة الحاضرين و عددهم يقارب 200 شخص و بسبب ازدحام المسجد بالمصلين سقط شهداء مباشرة نتيجة اطلاق النار و البعض نجى بسبب احتمائه بمن سقط فوقه و مع ذلك قامت المجموعة المجرمة بالتفقّد لجثث الشهداء و اطلاق النار على من ظنّوا أنه على قيد الحياة..
و قد بلغ عدد شهداء هذه المجزرة كنتيجة أولية 73 شهيد و الباقي جرحى و عُرف من بين الشهداء كلاً من :
المهندس علوان ناصر شلاكة الويسي
عبد الله لفتة فضيل الويسي
عبد الرحمن نجم عبد الله فضيل
عثمان نجم فضيل
عباس محسن فضيل
ايسر عباس محسن فضيل
ايوب عباس محسن فضيل
صفاء عباس محسن فضيل
علاء عباس محسن فضيل
عدنان محسن فضيل
مزهر مهدي بطي شيخ الجامع
فيصل مزهر بطي
كهلان مزهر بطي
غازي مزهر بطي
علي صالح مهدي بطي
عبد الصمد علي صالح بطي
محمد كواد مانع
ياسر محمد كواد
حسيب حسين محل
تيسير عبد محل
قحطان خليفة كركز
قاسم هاشم عبد الله
عبد الواحد سعود عباس عدس
ناجح جلوب شطب
محمد احمد خليل
علي جواد حبشه
داوود الكروي
بدري علي
فيديو يوضح المجزرة
قانون ، قانون ، قانون ، قانون ، قانون.
وعام 2018 ، ورئيس جهاز الأمن الحالي عبد الغني ، وعام 2018 ، للرؤية ، والرئيسية ، والرئيسية ، عبد الغني.
وقالت الدليمي ، والدتها تزوجها لمدة 4 أشهر ثم قررت الانفصال عنها بعد ولادتها.
وألمت السيدة، إلى محاولات يخوضها يار الله للتأثير على سير القضية التي رفعها بغية إنكار صلته بالطفلة ، عبر علاقته بالقاضي المختص بالقضية، كما قدمت تفاصيل حول الإجراءات التي واجهتها في دائرة الطب العدلي أثناء إجراء فحص ال ( DNA ).
حكومة ونائب رئيس الحكومة ومجلس القضاء مرضا عائدا ، مرضا ، مرضا ، مرضا ، مرضا …
ايضاح مهم
من المركز العربي للعدالة
نهديكم تحياتنا
بناءا على اتصالات وردتنا بشان قيام احد الاشخاص واسمه علي فاضل بالتحرك لرفع شكوى امام المحكمة الجنائية الدولية ، وانه قد وصل الى فرنسا للقيام بذلك .
عليه نود بيان ما يلي ؛-
1- ان المركز العربي للعدالة في المملكة المتحدة لا علاقة له بهذا الامر وهذا الادعاء ، ولم يتم التنسيق معنا نهائيا .
2- ان المحكمة الجنائية الدولية هي ليست محكمة الكرخ او محكمة الكرادة لغرض الذهاب اليها مباشرة وتقديم شكوى امام قاضي التحقيق ، وانما هي محكمة دولية لها اسلوبها في قبول القضايا من خلال مكتب الادعاء العام فيها الذي يدرس الأدلة القانونية المعتبرة ومن ثم يتخذ قرار بقبولها من عدمه ، ومسالة تقديم رسالة الى مكتب المدعي العام لا يعني قبول القضية ، او تقبل المحكمة القضية من خلال قرار صادر عن مجلس الامن .
3- هناك ما يسمى ألآختصاص للمحكمة – وهو الآختصاص النوعي والوظيفي والمكاني – بمعنى لا يجوز للمحكمة أن تنظر دعوى ليس من أختصاصها – والمحكمة الجنائية الدولية تأسست وفق نظام روما الآساسي لعام 1998 والذي ينص أن ولاية هذه المحكمة هو للدول التي توافق وتنظم للمحكمة فقط – ولا يجوز للمحكمة أن تنظر قضايا ضد دول لم تنظم أو توافق على قانون المحكمة – وللآسف العراق الى ألان ليس عضوأ في المحكمة .
4- ما علمنا به هو قيام الشخص بترتيب استفتاء على مواقع الاستبيان العامة لغرض التحرك ضد الفاسدين والمجرمين ، وهذه النوعية من الاستبيان لا تلزم باتخاذ اجراءات قانونية وانما هي للاستبيان فقط ، وكما ذكر انه اساسا الاستبيان لم يصل الى مائة الف ، وحتى ان وصل فهذا لا يعني ضرورة اتخاذ اجراءات قانونية ، لان المحكمة الدولية لها نظام دولي خاص لا يعتمد الادعاءات فقط ..
5- نرجوا من الجميع ، واستخدامها
لقواعد القانون الدولي ، قضية قانونية ، قضية قانونية ، قضية فالنتيجة الفشل بالتاكيد …
وختاما نرجوا ونكرر ندائنا بعدم استخدام جراحات واهات الضحايا من اجل تحقيق مصالح ذاتية …
ونؤكد ان المركز العربي للعدالة لن يتوانى مطلقا في بذل الجهود لمسائلة المجرمين والفاسدين وفق القانون الوطني والدولي ، ووفق خطة قانونية معتبرة، وقتها قريبا باذن سيأتي الله
تقبلوا احترامنا
الدكتور محمد الشيخلي
مدير المركز العربي للعدالة
المملكة المتحدة
شيَّع المتظاهرون، وسط العاصمة العراقية، جثمان الناشط والصحفي، صفاء السراي، الذي توفي متأثراً بجراح أصيب بها برأسه أثناء تواجده حيث يتحصن محتجون في بناية المطعم التركي بساحة التحرير.
لم يكن خبر إصابة الناشط الراحل صفاء السراي مخالفاً لسياق الأحداث، فقد غادر الحياة قبله أكثر من 200 شاب من المتظاهرين، خلال 28 يوماً فقط، منذ بدء احتجاجات الأول من تشرين الأول، حيث لم توفّر السلطات و”القوات المجهولة” أياً من أدوات القمع لاستخدامها في محاولة وأد الاحتجاجات.
ووسط صراخ وصيحات المتظاهرين الرافضة لما يجري، ومنددة بمقتل الناشط، نقلت جثة السراي في سيارة إلى مثواها الأخير.
وكان السراي نقل وأدخل مستشفى الجملة العصبية ببغداد، بعد إصابته بالرأس بقنبلة دخانية اخترقت جمجمته واستقرت في منتصف الرأس، بحسب شهود عيان أسعفوه في ساحة التحرير، التي تشهد احتجاجات واسعة.
وقال مقربون من الناشط، صفاء السراي، إنه أصيب بقنبلة دخانية في رأسه، وتم نقله إلى قسم الطوارئ وأجريت له عملية جراحية مستعجلة، وتم إخراج القنبلة لكنه فارق الحياة متأثراً بإصابته. وأضافوا أنه كان من ضمن المحتجين والداعين إلى تغيير الوضع السياسي في العراق. وقد اعتقل في العام الماضي، موضحين أنه في العشرينات من عمره.
قُتل العشرات بالرصاص الحي وبإصابات في الرأس وفق ما تكشفه التقارير الرسمية، وبعد ما أُشيع عن قرار بمنع استخدام الرصاص الحي، استُخدمت القنابل الغازية في القتل، عن طريق تصويبها إلى رؤوس المتظاهرين كما كشفت العديد من المشاهد المصورة في بغداد والمحافظات، كان السراي أحد ضحايا تلك القنابل.
وُلد صفاء السراي “1993” لعائلة بغدادية، سكنت مناطق “جميلة والشعب”، تخرّج من الجامعة التكنولوجية، وخلال سنوات الدراسة، عمل في سوق “جميلة” حمّالاً، وفق ما يرويه أصدقاؤه المقربون.
أكمل السراي دراسته دون أي سنة رسوب، وتخرج مبرمجاً من قسم علوم الحاسبات في الجامعة التكنولوجية، وبعد التخرّج، عمل في كتابة العرائض (عرضحالجي) أمام إحدى مديريات المرور.
قبل أسبوع من وفاته، حصل للمرة الأولى على وظيفة في اختصاصه، حين تم توظيفه تدريسياً في جامعة أهلية.
شارك السراي في جميع الحركات الاحتجاجية التي صادفته تقريباً، يقول أصدقاؤه إنه لم يترك حركة احتجاجية دون أن يكون ضمن أفرادها.
شارك في تظاهرات العام 2011 في ساحة التحرير، في حقبة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، تعرض للضرب بالهراوات على يد القوات الأمنية، وعام 2015، في حقبة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي شارك في تظاهرات الحادي والثلاثين من تموز في بغداد، والتي انطلقت لمؤازرة تظاهرات محافظة البصرة بعد مقتل المتظاهر منتظر الحلفي، وتعرض أيضاً للضرب، كما شارك في تظاهرة أصحاب البسطيّات بعد حملة إزالة نفذتها السلطات.
تعرض للاعتقال خلال تظاهرات العام 2013 التي طالبت بتقليص امتيازات المسؤولين الحكوميين والنواب، ثم اعتُقل مرة أخرى عام 2018، على خلفية اشتراكه في تظاهرات المناطق الفقيرة شرق بغداد (المعامل والحسينية وجسر ديالى)، وبعد اطلاق سراحه، قال مقربون من السراي، إنه كشف لهم عن تلقيه تهديدات على صفحته في فيسبوك لثنيه عن الاستمرار في المشاركة بالاحتجاجات، حيث تلقى رسائل من “حسابات وهمية” تُظهر صورة التُقطَت له أثناء تواجده في المُعتقل، وتحذره من الاستمرار.
تميز السراي، بالجرأة الشديدة، يقول أصدقاؤه إنه كان كثير الاشتباك مع الإعلاميين و”النُخب” التي يتهمها بالمهادنة، يتقاطع مع أقرانه كثيراً، وكتب باسمه الصريح وصورته “في أوقات الاستراحة” من الاحتجاجات، ضد العديد من الإعلاميين والشخصيات العامة التي كان يحثها على إبداء مواقف أكثر تقدماً ووضوحاً ضد أوضاع البلاد وسياسات السلطة، وأن يتوقفوا عن مجاملة دوائر السلطات وتمييع المواقف، لكن غالبية “ضحايا جرأته” أو المُختلفين معه، يعترفون بنقائه و”تطرفه الوطني” كما يصف أحد الإعلاميين.
موسى البشيرموسى ادم البشير سوداني تابعنا موضوعه وجعلناها قضية رأي عام وبعد سنة تم قتله ودفنه :
حتى الآن لم يصلني اعتذار رسمي من الجهات العراقية
الحديث عن عودتي إلى السودان سابق لأوانه
لدي ثلاثة أبناء وجميعهم درسوا بجامعات العراق
أصبت بطلق ناري في قدمي اليسري من قبل داعش
لدي التزامات في العراق في حاجة إلى مقدها
بلحرتُ منها
أتمنى أن يعود بي الزمن لمراجعة العديد من القرارات
ردة فعل شعبية ورسمية غاضبة في البلاد ، اجتاحت وسائل التواصل ، وأحاديث الأهالي ، ووصلت إلى استدعاء السفير العراقي لدى الخرطوم ، وذلك على خلفية الاعتداء الآثم الذي تعرض له المواطن السوداني المقيم في العراق موسى البشير.
وأظهر فيديو واسع التداول، تعرض موسى للاعتداء، ولعبارات ذات طابع عنصري، من قبل مليشيا عراقية.
(الصيحة) أخذت تنقب لأيام وراء موسى البشير، المقيم في الموصل، وعبر قنوات تواصلت عثرت على هاتفه النقال وأجرت معه الحوار التالي.
حوار: الهضيبي يس
ـ بداية عرفنا بنفسك؟
أنا موسى البشير آدم الحاج.
ـ كم تبلغ من العمر؟
أقترب من السبعين.
ـ ما الذي أوصلك إلى العراق؟
جئت في منتصف الثمانينات بحثاً عن العيش والرزق، حيث كان العراق وقتذاك مقصداً للعديد من السودانيين والعرب والأفارقة.
ـ في أي المجالات تعمل؟
أعمل في إحدي المزارع العراقية التي تنتج وتسوق الدواجن، هذا بالإضافة إلى عمل خاص آخر في السوق.
ـ من أي المناطق أنت في السودان؟
من مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور.
ـ كم مكثت في العراق حتى الآن؟
مكثت في العراق حتى الآن ما يقارب الـ (32) عاماً، حيث تجولت في معظم المدن العراقية سواء (الموصل – البصرة – بغداد .. الخ).
ـ ماذا عن الأسرة؟
لدي من الأبناء ثلاثة، منهم بنت، وجميعهم درسوا بالجامعات العراقية نسبة لأن أمهم عراقية.
ـ حدثنا عن الاعتداء الذي تعرضت له، وعن الجهة الواقفة وراءه؟
هم مجموعة من منسوبي ما يعرف بـ (الحشد الشعبي العراقي)، وهؤلاء مقاتلون يحملون السلاح وقد دخلوا في أوقات سابقة بمعارك مع تنظيم داعش التي قامت باجتياح مدينة الموصل وضربت عليها حصاراً دام نحو ثمانية أشهر.
ـ لماذا أنت بالتحديد؟
ربما لأن مظهري الخارجي كان يوحي بملامح سنية باعتبار وجود اللحية التي كانت طويلة بعض الشيء، فضلاً عن لون البشرة حيث كان هناك العديد من المقاتلين الذين يقاتلون بصفوف داعش وهم أصحاب السحنة السمراء.
ـ لوحظ أنك صمدت أمام النيران؟
الحمد لله، بالرغم من المضايقات وما تعرضت له وقتذاك كان عندي إحساس بضرورة مجابهة الأمر، وعدم استجداء هؤلاء الأشخاص. وكان من الضرورة بمكان أن أصمد باعتبار أني سوداني في المقام الأول تربيت وتعلمت مواجهة المخاطر والصعاب مهما كانت.
ـ أين ومتى وقعت الحادثة؟
بإحدى باحات سوق مدينة الموصل، وكنت وقتذاك خارجاً من المنزل لقضاء بعض الحوائج، في أعقاب خروج داعش التي دمرت كل شيء وخلفت من ورائها ركاماً من المنازل والمحال التجارية التي سوّتها بالأرض.
ـ من قام بإسعافك؟
أحد الأصدقاء العراقيين الذين تربطني به صلة منذ سنوات، حيث قام بفتح منزله لشخصي وتولى أمر إسعافي وتوفير العلاج لي في منطقة حمام العليل.
ـ هل تعرضت لأي خسائر بخلاف الأذى الجسدي؟
نعم، تعرضت إلى خسائر في مقابل النجاة بروحي، وللأسف الشديد فقدت (15) ألف دولار تعتبر بمثابة تحويشة العمر بالنسبة لشخص مثلي، على يد هؤلاء المسلحين في عملية السطو الآثمة التي قاموا بها.
ـ ماذا عن الإصابات التي تعرضت لها؟
الحمد لله على كل حال، فقد أصبت بعيار ناري في قدمي اليسرى من قبل أحد قوات داعش عندما قام بإطلاق النار بصورة عشوائية، ومؤخرًا كانت حادثة فقدان أموالي.
ـ هل تحمل أوراقاً ثبوتية؟
بعد الحادث، عاودت في الأيام الماضية السفارة السودانية بالعراق لتجديد كافة أوراقي الثبوتية التي أحملها، خاصة جواز السفر الذي لم يعد ساري المفعول منذ سنوات.
ـ هل تنوي العودة إلى السودان؟
ـ ما يزال الوقت مبكراً لهذه العودة.
ـ لماذا؟
لدي الكثير من الالتزامات، وبعض الأمور التي في حاجة إلى إكمالها، كديون بطرف بعض التجار أود تحصيلها.
ـ ماذا عن وضعك الصحي الآن؟
الحمد لله الآن أنا أتماثل للشفاء، بعدما دخلت المستشفى وحظيت بالإجراءت اللازمة، ولكن ما زلت أمشي على العصا، بعد الإصابة التي تعرضت لها نتيجة الطلق الناري.
ـ كيف تنظر الى تفاعل السودانيين مع الحادثة؟
لم أكن أتوقع هذا القدر الكبير من التعاطف والتفاعل مع الحادثة، وكذلك تصويرها والتوثيق لها.
ـ الحادثة أظهرت شجاعتك؟
ظروف الحياة وما عشت فيه من أوضاع وتقلبات جعلني قادراً على تحمل أي شيء ومواجهته بشجاعة ومن دون تردد.
ـ الحكومة السودانية قامت باستدعاء السفير العراقي بعد الحادثة؟
ـ أود أن أثني على الحكومة السودانية والسفارة هنا في العراق التي ساعدت في تقديم المساعدة لشخصي فور سماع الحادثة، بل وإرسال مندوب خاص للاطمئنان على صحتي، وأصدقك القول إنه منذ تطورات الأحداث في العراق ودخول داعش أطلقت السفارة نداء استغاثة للسودانيين الموجودين في العراق وعملت على تسهيل إجراءات عودتهم إلى البلاد، وبالفعل عاد العشرات منهم.
ـ هل استفدت من هذه الواقعة؟
بالتأكيد، استفدت من هذه الواقعة وغيرها من الحوادث التي كشفت لي عن معدن وأصالة العديد من الأشخاص الذين أعرفهم بمن فيهم العراقيون أنفسهم الذين تربطني بهم علاقات ممتدة.
ـ ما صحة ما يتردد عن وجود تمييز يرزح تحت وطأته السودانيون بالعراق؟
هذا الأمر غير صحيح، فشخصي هنا منذ سنوات، ومسألة ظهور بعض المضايقات لا تجعلنا نطلق عليها حالات تمييز، حيث إن سمعة السودانيين معروفة فهم يمتازون بقدرات وكفاءات كبيرة، وهم مكان احترام وتقدير وسط الجاليات والمجموعات السكانية الأخرى.
ـ ألم يصلك أي اعتذار من جهة رسمية عراقية؟
لا، لم يصلني أي اعتذار حتى الآن من قبل جهة عراقية رسمية، وما وردني من اعتذارات كان آتياً من بعض الاصدقاء والجهات الشعبية العراقية التي رفضت هذا السلوك جملة وتفصيلاً.
ـ بصراحة هناك أحاديث تربطك بـ (داعش)؟
صمت قليلاً ثم أجاب: ليست لدي أي علاقة بـ(داعش)، بل أنا شخص تضرر منهاـ وعندما قررت قوات داعش الانسحاب من مدينة الموصل قامت بإطلاق النيران بشكل كثيف وبصورة عشوائية فكنت أحد الذين أصيبوا بطلق ناري كان أن يتسبب لي في حالة شلل.
ـ ذكريات في الخاطر عن السودان؟
من المؤكد لدي من الذكريات التي ما زلت احتفظ بها في دواخلي، بداية من مدينة نيالا والأهل والاصدقاء بجنوب دارفور، وشوارع العاصمة الخرطوم، ومحطات الدراسة والعمل ما بين دارفور وشمال كردفان والخرطوم.
ـ مع من تقيم حالياً؟
حالياً أقيم برفقة أحد الأصدقاء العراقيين ممن عملوا على مساعدتي ومد يد العون لي بعد الحادثة، وأعده أخاً بأكثر مما اعتبره صديقاً.
ـ هل تعيش في أمان حالياً؟
حتى تاريخ اللحظة نعم. أما شأن المستقبل فهو في أمر الغيب، وما يحدث غداً شيء غير معروف، والأمان هو بالوجود وسط مجموعة الأصدقاء والمعارف الذين أكن لهم الاحترام والتقدير والثقة.
ـ ماذا عن الأبناء وعلاقتهم بالسودان؟
أبنائي لديهم ارتباط جيد بالسودان، على الرغم من بعد المكان واختلاف البيئة، ولكن لطالما كنت حريصاً في تربيتهم على تعريفهم بالسودان من حيث اللهجة وطقوس المأكل والملبس باستمرار، بل أن أكبر أبنائي كان حريصاً على زيارة السودان والتعرف على الأهل هناك.
ـ ما الذي حصدته إلى الآن في رحلة الغربة؟
الغربة مؤلمة جداً، وهي فاتورة باهظة يدفعها المغترب من أعز ما يملك وهو العمر، وعلى المستوى الشخصي دفعت كثيرًا في سبيل البحث عن حياة أفضل وواقع اقتصادي واجتماعي خارج السودان.
ـ حدثني عن لحظات مطبوعة في الذاكرة؟
تكاد تكون أحلك الأوقات هي التي عشتها خلال الأشهر الماضية أنا والعراقيون أنفسهم، ونحن تحت وطأة الحصار والرصاص وإطلاق النار من قبل داعش التي اجتاحت الموصل وبقية القرى العراقية المجاورة وتحديد مسارات الحركة لكل شخص.
ـ إذن شاهدت الموت بأم عينيك؟
نعم، شاهدت الموت مراراً وتكراراً، بل تابعت كيف كان سقوط المنازل، وصراخ النساء والأطفال، واعتقال الرجال، وتعذيب بعضهم من وقت لآخر من قوات داعش.
ـ ماذا عن بقية السودانيين في مدينة الموصل؟
لم يتبق بالمدينة سوى القليل منهم، حيث فضل الأغلبية المغادرة والخروج والاستجابة لنداء استغاثة سابق أطلق من السفارة لإجلاء السودانيين من المدينة.
ـ ولماذا فضلت البقاء في الموصل؟
لأسباب عديدة منها وجود أبنائي وزوجتي في المدينة، فمن المستحيل تركهم من دون توفيق أوضاعهم بالإضافة إلى ارتباطات وعلاقات أخرى.
ـ يقال إنك (شيخ عرب) وسط العراقيين؟
ضحك: (شيخ عرب دي عندكم انتو هناك في السودان) نحن هنا نحاول أن نعرف الناس بعاداتنا وتقاليدنا ، وحين نلبس (الجلابية) فهي نكون معروفين بأننا سودانيون.
ـ هل من نصيحة ولمن توجهها؟
مؤكد أود أن أنصح نفسي أولاً ، ومن ثم غيري بقوة الإيمان والصبر والقناعة بأن جميع المصائب والوقائع هي امتحان في الأصل من كريم مقتدر.
ـ أمنية تراودك؟
أتمنى أن يعود الزمن لمراجعة العديد من القرارات ، وتحقيق مجموعة من الأمنيات والغايات وتدارك الأخطاء.
ـ هل أنت متفائل؟
لحد ما ، والحمد لله فقد تجاوزت امتحاناً آخر وضعت فيه.
ـ إلى ماذا تطمح؟
أطمح بأن أعيش في أمان ، وكذلك الاطمئنان على أبنائي وزوجتي هل سبل العيش الكريم لهم ، وتأمين مستقبلهم ، وهو يكاد يكون طموح أي أب في مثل حالتي.
ـ رسالة أخيرة؟
أود أن أبعث برسالة أخيرة إلى أسرتي بالسودان ، وأقول لهم إنني بخير وبأتم الصحة والعافية ، وأبنائي في العراق كذلك كذلك ، وأشكر كل من تواصل معي واطمأن على صحتي وحرص على التفاعل مع ما توجه له.
الصيحة