اعتراض سني وكردي على موازنة العراق لعام 2018
«اتحاد القوى» اعتبرها «الأسوأ» في تاريخ البلاد
بغداد ـ «القدس العربي»:ثلاث عقبات رئيسية تعترض عملية تمرير مشروع قانون الموازنة المالية للدولة العراقية لعام 2018، وفيما لم تجر الحكومة الاتحادية تعديلات على البنود «المختلف عليها»، فإن الخلافات تُنذر بأن يشهد البرلمان «مقاطعة» حضور الجلسات لعدد من النواب من مختلف الكتل السياسية.
بوادر الخلافات
بوادر الخلاف بدأت باعتراض النواب الأكراد على تخفيض حصة إقليم كردستان العراق في مشروع قانون الموازنة من 17٪ إلى 12.67٪، في وقت يشهد الإقليم أزمة مالية خانقة ألقت بظلالها على الموظفين في كردستان. النائبة عن الاتحاد الوطني الكردساني ريزان شيخ دلير، قالت إن الكتل الكردستانية ترفض نسبة 12٪ المقررة لاقليم كردستان من مشروع قانون موازنة 2018.
ونقل موقع الاتحاد الوطني عنها، تأكيدها بأن الكتل الكردستانية تصر على مطالبها داخل مجلس النواب، مضيفة: «ليست الكتل الكردستانية وحدها متحفظة على مشروع الموازنة الاتحادية، بل حتى كتل تحالف القوى والتحالف الوطني على مشروع القانون».
وعلى الرغم من اعتراض الأحزاب الكردية على الموازنة، غير إن الشيخ دلير استبعدت انسحاب الكتل الكردستانية من العملية السياسية، عازية السبب إلى أن «الانسحاب يزيد من المشكلات العالقة ولا يؤدي إلى حلها». ودعت، النائبة، الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان، إلى «التوصل لاتفاق لأجل حل المشكلات العالقة، وخصوصا ما يخص موازنة عام 2018 ومشكلة رواتب الموظفين في اقليم كردستان».
أسوأ موازنة في تاريخ العراق
كذلك، وصف اتحاد القوى، الممثل السياسي للمكون السني، مشروع قانون موازنة 2018 بأنه «الأسوأ» في تاريخ العراق.
وبينت النائبة عن الاتحاد، نورا البجاري في حديث لـ«القدس العربي»، أن «موازنة عام 2018، تشغيلية فقط، ولا تتضمن أي درجات وظيفية أو تخصيصات مالية للمحافظات المتضررة من تنظيم الدولة الإسلامية».
وأضافت: «كانت لدينا في تحالف القوى الوطنية، نحو 11 ملاحظة على مشروع قانون موازنة 2018، تتضمن مستحقات محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار، رفعت جميعها ودونت، وأرسلت إلى مجلس الوزراء ورئيس مجلس الوزراء، لكن هذه الملاحظات لم يتم الأخذ بها».
وحسب البجاري، فإن الاعتراض على الموازنة لا يتعلق بالقوى السياسية السنية فقط، بل إن إقليم كردستان لديه ملاحظات أيضاً على النسبة المحددة له، فضلاً عن ملاحظات المحافظات الجنوبية المنتجة للنفط».
وأكدت أن نواب اتحاد القوى «لن يصوتوا لصالح الموازنة في البرلمان، ما لم تكون هناك إعادة نظر بالقانون، خصوصا بما يتعلق بالمحافظات المتضررة»، موضحة أن «هذه المحافظات لم تشهد درجات وظيفية منذ عدة سنوات، كما لا توجد مبالغ مخصصة لإعادة إعمارها».
وأعربت عن استغرابها من طرح الموازنة «وثلاث محافظات منكوبة، خصوصا نينوى التي تبلغ نسبة الدمار فيها 90٪، ونرى بأنها لا تتضمن تعويضات للمتضررين، ولا درجات وضيفية أو أي مستحقات مالية».
وطالبت النائبة، الحكومة الاتحادية بـ«إعطاء حقوق هذه المحافظات سواء من المنح أو القروض الدولية، أو من خلال إعادة بنود بعض أبواب الموازنة، بكون إن مبالغ الموازنة وضعت لخدمة المواطن وليس الحكومة».
وتوقعت أن تكون الموازنة للعام المقبل «أسوأ موازنة في تاريخ العراق».
مطالب المحافظات المنتجة للنفط
ولم تقتصر الاعتراضات على مشروع قانون موازنة 2018، على السنّة والأكراد، بل تعدت ذلك إلى النواب «الشيعة» لا سيما في المحافظات المنتجة للنفط، وأبرزها البصرة.
النائب عن التحالف الوطني توفيق الكعبي، وهو عن محافظة البصرة، قال لـ«القدس العربي»، «نحن كنواب عن المحافظة قررنا عدم التصويت على الموازنة، كما لن نحظر أي جلسة تتضمن مناقشة مشروع القانون، في حال عدم إدراج حقوق البصرة من البترودولار»، مبيناً أن «محافظة البصرة تعد الشريان الاقتصادي الرئيس للعراق وللموازنة».
واجتمعت هيئة رئاسة مجلس النواب، أمس الأول، مع رؤساء الكتل السياسية لبحث مشروع قانون الموازنة الاتحادية لعام 2018، والاستماع لآراء الكتل المعترضة على مشروع القانون.
وأضاف: «طلبت خلال الاجتماع أن تتم مناقشة هذا الأمر (تخصيص مبالغ في الموازنة للمحافظات المنتجة للنفط) مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، حتى لا يتم الطعن بفقرة البترودولار من قبل الحكومة في حال تم إدراجها من قبل البرلمان». وطبقاً للمصدر، فإن هناك «ثلاث نقاط خلافية بشأن الموازنة، الأولى تتعلق بالمحافظات المنتجة للنفط، والثانية تتضمن اعتراض المحافظات الثلاث بشأن عدم تخصيص مبالغ مالية لإعمارها، فضلا عن الأكراد المعترضين على تقليل حصتهم في الموازنة».
وكشف النائب عن محافظة البصرة عن قرار البرلمان تشكيل لجنة لبحث الموازنة مع رئيس الوزراء ومناقشة فقراتها.