لنتعلّم من أتال
د. إحسان الثامري
في عام 2004 أي بعد عام من الاحتلال الصهيو أمريكي فارسي للعراق، كانت الهند تشهد سباقاً انتخابياً كبيراً بين الحزبين الرئيسيين: المؤتمر وجناتا. كان حزب المؤتمر بزعامة سونيا غاندي السياسية الهندية ذات الأصل الإيطالي، وأرملة راجيف غاندي حفيد الزعيم الهندي الأشهر جواهر لال نهرو. وكادت سونيا أن تستأثر بأعلى نسبة من أصوات الناخبين، فأطلق زعيم حزب جناتا أتال بيهاري فاجبابي في عموم الهندي قولته المشهورة: مسكينة الهند، لا تجد ملايينها هندياً يحكمها!! فتداعى الهنود إلى نصرة حزبه.
هذا، والسيدة سونيا مشهود لها بحب الهند وولائها لها، والعمل بأمانة لخدمتها وإعلاء شأنها، ولم تُسجل عليها حادثة واحدة في تفضيل بلدها الأصلي إيطاليا على الهند.
وعلى مدى 17 عاماً لا تجد الملايين العراقية عراقياً شريفاً وأميناً يحكمها، ولا نجد إلا العملاء أصحاب الجباه الساجدة لملالي إيران والظهور المنحنية لهم.
على مدى عقود طويلة قبل الاحتلال إبان الحكم الوطني للعراق كنا نسمع بكاءهم وعويلهم ولطمهم وشكواهم ومظلوميتهم وصراخهم هنا وهناك. فكان البعض منا يرقّ لهم ويرى وجوب احتضانهم وتقريبهم وإشراكهم في السلطة.
فلما احتل العراق، ودخلوا على أحذية المستعمر، رأى العالم أجمع كيف ترجموا مظلوميتهم، وكيف حكموا البلاد. وعرفنا كذب مظلوميتهم وزيف ادعاءاتهم.
لم نقرأ في تاريخ البشرية منذ الخليقة هذا النوع من الخيانة للوطن والعمالة للعدو. والأغرب من ذلك أننا لا نجد من يحكمنا غير تلك العصابة العميلة من اللصوص والقتلة والمجرمين، وكأن ذلك أمر مكتوب على العراقيين، فأنى أدرنا وجوهنا فيما يسمى بالعملية السياسية وجدنا عميلاً إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث. فصاحب العمامة مجرم وقاتل ولص، ورجل الدين مجرم وقاتل ولص، والسياسي مجرم وقاتل ولص، والعسكري مجرم وقاتل ولص، والاختصاصي مجرم وقاتل ولص، والخبير النفطي مجرم وقاتل ولص، والوزيرة مجرمة وقاتلة ولصة. وتجمعهم كلهم صفتان لم يفلت منهما واحد. العمالة لإيران، والجهل وتزوير الشهادات!
فهل كتب على العراقيين أن لا يحكمهم غير العملاء؟ وهل عدم العراقيون حكاماً غير العملاء؟ مسكين أيها العراق… لا تجد ملايينك من يحكمهم غير الخونة العملاء.