
الحكومة العراقية تتستر على قتل السجناء في السجون العراقية. تصاعد تدريجي في أعداد الوفيات بسجن الناصرية المركزي


د. حنان عبد اللطيف بشأن تزايد نسب الفقر في العراق وظاهرة التسول
برزت ظاهرة التسول بعد 2003 وتزايدت نشاطاتها بعد 2014 تزامنا مع ارتفاع عدد الأيتام والأرامل، وآلاف المشردين، وعشرات آلاف العاطلين عن العمل، في وقت يقبع فيه 40% من سكان العراق تحت خط الفقر. كثيرة هي الأسباب التي ساهمت في زيادة ظاهرة التسول بالعاصمة العراقية، منها الأزمات السياسية والاقتصادية التي ألقت بظلالها على المواطنين حتى بلغت نسب الفقر في البلاد نحو 40% من العراقيين البالغ تعدادهم أكثر من 40 مليون
بيان صحفي
” أنقذوا اطفال تندوف”
من خلال وسم ” أنقذوا اطفال تندوف” أطلق ناشطون حقوقيون ومراكز حقوقية مغربية صرختهم حول ما يجري من جرائم وانتهاكات بحق اطفال المخيمات الصحراوية في تندوف التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو.
بعيداً عن السجالات السياسيّة نحن اليوم امام معضلة انسانية تواجه اطفال هذه المخيمات المنسية لعقود من الزمن فهم لا يحظون بحقوقهم التي اقرتها اتفاقية حماية الطفل الدولية كحق الحصول على الاوراق الرسمية التي تُثبت وتحفظ هويتهم الشخصية ومن خلالها يستطيعون التنقل والسفر وحق الحماية والتعليم والرعاية الصحية الجسدية والنفسية.
ومن ناحية اخرى فهم غير مسجلين كلاجئين في الجزائر كي ترعى شؤونهم المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بحيث يستطيعون التمتع بحقوق اللاجئين كحق اعادة التوطين وحق الحصول على وثائق السفر والتنقل وفرص العمل في الدولة المضيفة.
لقد كشفت المراكز الحقوقية المغربية عن جرائم وانتهاكات حقيقية تُرتكب بحق الاطفال من خلال تجنيد الذكور وتزويج الاناث القاصرات وارتفاع حالات الاعتداءات الجنسية التي تتعرض لها الفتيات والنساء في مخيمات صحراوية بعيدة عن المجتمعات المدنية ومؤسسات الدولة الامنية كما ان احتجازهم وعزلهم ومنعهم من الاندماج مع السكان المحليين يعدُّ جريمة تمييز تُمارس بحقهم.
اليوم نرى تدهورا وتراجعا لأوضاع حقوق الطفل في الجزائر كتنامي ظواهر العنف الجسدي والاستغلال الجنسي والاقتصادي وتزايد معدلات عمالة الاطفال وهم يعيشون في مدن محمية من الدولة فكيف بأوضاع اطفال مخيمات تندوف الصحراوية.
إن الوضع المأساوي الذي يعيشه اطفال تندوف جعل مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الانسان ومقره سويسرا يُعلن تضامنه مع هذه القضية الانسانية ويُطالب اليونيسف والمنظمات المعنية بحماية الطفل والقيام بمسؤوليتهم القانونية والاخلاقية تجاه هذه الفئة الضعيفة الهشّة ويدعم المبادرة التي أطلقتها مؤسسة محيط ميديا برس الاعلامية تحت وسم ” أنقذوا اطفال تندوف”
مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الانسان – سويسرا
الخميس 24 حزيران (يونيو) 2022
د. حنان عبد اللطيف بشأن حال الأرامل في العراق في اليوم العالمي للأرامل
تركت حروب العراق المستمرة جيوش من الأرامل والأيتام، فمنذ ثمانينيات القرن الماضي، التي شهدت حربا بين العراق وإيران دامت 8 أعوام مرورا بمرحلة حرب الخليج بعد غزو الكويت والحصار في التسعينيات، وحتى هذه اللحظة، تنفتح نيران الحروب على أكثر من جبهة، وكأن العراق ذلك المارد الذي لا يتنفس دون حرب، ودفع العراقيون فاتورة تلك الحروب عبر النكوص والتراجع في الاقتصاد والصحة والتعليم والثقافة، فضلا عما أنتجته من كم هائل من الأيتام والأرامل.
وليست الحرب فقط التي خلفت الضحايا، بل أيضا تداعياتها التي كانت أكثر خطورة من الحرب نفسها، والتي ترتبت عليها العديد من الآفات والأمراض الاجتماعية والعلاقات المنحرفة، وفي الغالب تكون النساء والأطفال أبرز الضحايا.
واللافت أن بعض النساء الأرامل ما زلن في مقتبل العمر، لكنهن آثرن العمل لإعالة أطفالهن، بعيدا عن الاعتماد على العطاء الحكومي الشحيح أو الهبات الخيرية لبعض منظمات المجتمع المدني أو الهيئات الاجتماعية.
تصعيد مريع في تطبيق عمليات الإعدام بحق الأبرياء
تنفيذ حكم الاعدام بحق المتهمين في قتل الجندي مصطفى العذارى في سجن الناصرية المركزي
مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الانسان يدعو الحكومة العراقية الى وقف تنفيذ أحكام الإعدام في العراق فوراً ويحثها ومجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل الى انتهاج الشفافية والنزاهة في اجراء المحاكمات.
إذ لا تزال الحكومة العراقية ومجلس القضاء الأعلى ووزارة العدل والداخلية تستند الى اعترافات تم الحصول عليها تحت وطأة التعذيب وسوء المعاملة اضافة الى ضعف الاجراءات القضائية للمحاكمات التي لا ترقى إلى المستويات الدولية.
إذ لا يزال القضاء مسيساً واجراءات المحاكمات تفتقر إلى ابسط المعايير الدولية.
إن استمرار تطبيق عقوبة الإعدام يعد اجهاض للعدالة وخرق لمبادئ القانون الانساني الدولي الذي ينص على حماية حق الحياة لكل الافراد.
ووفقاً لتصريحات المسؤولين العراقيين إن احكام الإعدام تنفذ على من يرتكبون أعمالاً ارهابية أو غيرها من الجرائم الخطيرة ضد المدنيين لكن ما نشاهده اليوم من تطبيق احكام الاعدام يحصل وفق اتهامات كيدية طائفية انتقامية وايضا لأسباب ابتزاز اهالي المحكومين من قبل عناصر امنية وبعض القضاة المرتبطين بأحزاب السلطة.
إن إصرار السلطات العراقية على تنفيذ عمليات الإعدام بشكل جماعي وظالم لا يحظى المتهمون فيها بمحاكمات عادلة نزيهة وتمثيل قانوني حقيقي يُساهم في ارتفاع مشاعر الغضب لدى العراقيين وعدم الثقة بهذه الحكومات ويعمل على تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل الحكومات الموصوفة بالفساد إذ اتخذت الاعدامات ذرائع سياسية للتخلص من معارضيها وفي الوقت ذاته لا تعمل على إصلاح نظمها الأمنية والقضائية من أجل حماية العراقيين من انتهاكات حقوقهم التي تتزايد كل يوم.
نحن في مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الانسان نستنكر ارتفاع اعداد احكام الاعدام التي نفّذت وفق اجراءات سريعة غير عادلة وغير نزيهة وكذلك التطبيق الواسع غير المدروس للمادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب التي تنص على تطبيق عقوبة الإعدام على نطاق واسع من الأعمال المتعلقة بالإرهاب والتي لا يمكن اعتبار جميعها تندرج تحت مسمى أشد الجرائم خطورة الذي يسمح بفرض عقوبة الإعدام.
ونشعر بالقلق العميق لعدم تنفيذ العراق التزاماته الدولية فيما يتعلق في ملف حقوق الإنسان والمبادئ الاساسية للقانون الانساني الدولي الذي انضم اليه قبل 40 عام.
كما يدعو مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الانسان الى الوقف الفوري لعمليات الإعدام وإجراء مراجعة مستقلة ذات مصداقية لجميع الحالات التي تنتظر تطبيق الإعدام والإفصاح عن هويات المعتقلين الذين ينتظرون احكام الاعدام واعدادهم وتهمهم والإجراءات القضائية التي أقيمت ضدهم ونتائج المراجعات وتقديمها للعلن ليطلع عليها اهالي المعتقلين، ونتطلع الى دور أكبر لرئيسة بعثة يوناني و المقرّر الخاص المعنيّ بحالات الإعدام خارج القضاء في الضغط على الحكومة العراقية لتنفيذ التزاماتها الدولية.
مركز الرافدين الدولي للعدالة وحقوق الانسان
جنيف في الخميس, 16 يونيو 2022
النظام الإيراني قاد عمليات اغتيال ورعى الإرهاب طوال تاريخه الممتد لأربعين عاما، مستهدفا المنشقين الإيرانيين والمسؤولين الأجانب في جميع أنحاء العالم.
وذكّر موقع “شير أميركا“، التابع لوزارة الخارجية الأميركية، بأن تاريخ العنف في إيران يعود إلى العام 1979، بعد وقت قصير من استيلاء النظام الحالي على السلطة.
وخلال تلك الفترة، هاجم طلاب إيرانيون مقر السفارة الأميركية في طهران، واحتجزوا الدبلوماسيين الأميركيين وموظفي السفارة كرهائن في انتهاك صارخ للمعايير الدولية.
وقد احتجز اثنان وخمسون رهينة لمدة 444 يوما.
ومنذ ذلك الحين، قتل النظام الإيراني وشوه المئات في عمليات اغتيال وعمليات تفجير استهدفت أكثر من أربعين دولة، وفقا لوزارة الخارجية الأميركية.
ويقول معهد السلام الأميركي إن عمليات الاغتيال التي نفذها النظام الإيراني شملت 21 معارضا سياسيا على الأقل في الخارج قتلوا في الفترة من 1979 إلى سبتمبر 2020.
وشنت وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية وفيلق الحرس الثوري التابع للنظام هجمات، على الرغم من أن القادة الإيرانيين يعملون أيضا من خلال قوات عميلة مثل حزب الله اللبناني.
وفي سياق تذكيره بأبرز عمليات الاغتيال والهجمات بالقنابل والمؤامرات التي تم إحباطها ذكر الموقع بمقتل ابن شقيق الحاكم السابق شهريار شفيق في باريس، وقد أعلن مسؤول إيراني مسؤوليته عن ذلك، وفقا لما تناقلته التقارير الإخبارية، وقتها.
وجاء ذلك بعد أشهر قليلة من تأسيس روح الله الخميني لما يعرف بـ “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
بعدها بنحو أربعة أعوام، وفي 23 أكتوبر 1983، هاجم حزب الله، بدعم من طهران، ثكنة مشاة البحرية الأميركية في بيروت اللبنانية، مما أسفر عن مقتل 241 من أفراد القوات الأميركية الذين كانوا في مهمة لحفظ السلام.
وفي 14 يونيو 1985، عاود حزب الله هجومه، واختطف طائرة “تي دبليو أيه” فوق الأجواء اليونانية.
وبحسب الموقع، قدم النظام الإيراني الدعم للخاطفين، الذين قتلوا غواصا في البحرية الأميركية وهددوا بقتل الركاب اليهود.
وفي يوليو 1989، أطلق مسؤولون إيرانيون النار على زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران، عبد الرحمن قاسم أوغلو، وأردوه قتيلا مع اثنين من مساعديه بعد اجتماعه بهم بذرائع دبلوماسية في فيينا، وفقا لمعهد السلام الأميركي.
وبعد عامين، في 6 أغسطس 1991، اغتال عملاء الاستخبارات الإيرانية رئيس الوزراء الإيراني السابق، شاهبور بختيار، في منزله بالقرب من باريس.
وكان القتلة قد تظاهروا بأنهم رجال أعمال للوصول إلى منزل بختيار، ثم ضربوه وطعنوه حتى الموت، بحسب تقارير إخبارية.
وفي 17 مارس، هاجم انتحاري السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس بالأرجنتين، مما أسفر عن مقتل 20 شخصًا وإصابة 252 آخرين.
وأعلنت منظمة “الجهاد الإسلامي” وهي منظمة مرتبطة بحزب الله، مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال محققون إسرائيليون إن مسؤولي النظام الإيراني أمروا بالهجوم.
كما قام قام حزب الله، في 25 يونيو 1996، بتفجير شاحنة مليئة بالمتفجرات في مجمع أبراج الخبر الذي كان يأوي أفرادا من القوات الجوية الأميركية في المملكة العربية السعودية.
وقضى قاضٍ فيدرالي أميركي في العام 2006 بأن إيران مسؤولة عن الهجوم الذي أودى بحياة 19 أميركيًا.
وفي 29 سبتمبر 2011، تآمر النظام الإيراني على قتل عادل الجبير، سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة آنذاك، في هجوم على الأراضي الأميركية.
وقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أربعة من أعضاء الحرس الثوري الإسلامي على صلة بالمؤامرة الفاشلة.
والعام 2012، دبر فيلق القدس التابع للحرس الثوري هجمات بالقنابل في نيروبي ومومباسا، في كينيا، استهدفت مواطنين أميركيين وإسرائيليين وسعوديين وبريطانيين.
وقد أحبطت السلطات المؤامرة، وفي وقت لاحق، قضت محكمة كينية بسجن عميلين إيرانيين بالسجن المؤبد تم ضبطهما وبحوزتهما 15 كيلوغرامًا من المتفجرات.
وفي أكتوبر 2018، تآمر عملاء المخابرات الإيرانية على قتل حبيب جبر، زعيم جماعة انفصالية إيرانية، في الدنمارك، بحسب مسؤولين دنماركيين.
وقد ألقت السلطات السويدية القبض على رجل قيل إنه كان يراقب منزل جبر، وسلمت المشتبه به إلى الدنمارك.
بسم الله الرحمن الرحيم العدد/282
(وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
تسع عشرة سنة على المؤامرة الدولية لاحتلال العراق.
يستذكر العراقيون هذه الأيام الجريمة الإرهابية المنظمة لغزو العراق واحتلاله، وتحديدا في (التاسع من نيسان ٢٠٠٣)، أي بعد مرور تسع عشرة سنة من السنين العجاف المهلكة والجائحة في كل مفاصل الحياة ومجالاتها، ذلكم الاحتلال الذي قامت به دوائر وأدوات الصهيو صليبية الماسونية بقيادة أمريكا وبريطانيا والغرب، بالتنسيق والتفاهم مع إيران المجوس كان غزوا واحتلالا، تهاوت وتساقطت فيه كل القيم الأخلاقية والسلوكية والقانونية، وبرزت من خلاله كل قيم الخسة والدونية، كذبا وتضليلا وخداعا، وعبر تبريرات وذرائع ما انزل الله بها من سلطان، ومنها إدعاء تملكه لأسلحة الدمار الشامل، وله ارتباطات مع منظمات وتنظيمات إسلامية متطرفة.
العراق دولة محورية في الإقليم والمنطقة، وصاحبة أدوار فاعلة وناشطة في عمليات السلام العالمي والسلم المجتمعي، منذ استقلاله العام ١٩٢١، فضلا عن كونها دولة ذات سيادة ومن مؤسسي النظام الدولي/ الأمم المتحدة.
اُحتل العراق باستخدام التهديد والوعيد، والغش والتدليس، وخرق للقانون الدولي واستخدام الرشى والتفوق العسكري في ميزان التوازن ، فهم اليوم حياله مطلوبون للعدالة الدولية، احتاج المعتدون إلى تحشيد كل هذه القوى الغاشمة لثلاث وثلاثين دولة، لكي يقهروا بلدا كالعراق وبعد حصار دام أكثر من 12 سنة شمل حتى الغذاء والدواء وأقلام الرصاص ووفاة 450 ألف طفل عراقي نتيجة الحرمان من الدواء والغذاء ومفردات الحصار الغاشم ، هل كان هدف المعتدون يستحق هذا الجهد الدولي الغير مسبوق في التاريخ القديم والحديث ؟ هل الخسائر التي تكبدتها جميع الأطراف يوازي ما تحقق؟ ماذا كان المطلوب الكبير الذي صرف من أجله هذا العمل الإجرامي؟ اليوم ثبت للجميع، حتى لمن يعاني من ضعف عقلي أو بصري، أن أسلحة الدمار الشامل لم تكن سوى أكذوبة كبيرة اعترف مقترفوها صراحة أنها كانت خدعة، وإزالة نظام وطني وإحلال عصابات وحثالات تعيث في العراق سلبا ونهباً، حرقا وتدميرا، ومصادرة تامة لاستقلال وسيادة بلد هو من مؤسسي الأمم المتحدة، ويتباكون ظلما وتزويرا وكذباً على ما يحدث في أوكرانيا وأيديهم تقطر دماً مما فعلوه في العراق وأفغانستان وليبيا واليابان وفيتنام وأميركا اللاتينية، فهل هذا هو المطلوب؟ كلا فالأمر اكبر من ذلك بكثير حيث يدور في الواقع عن إحداث تغيرات جوهرية في خارطة الشرق الأوسط، واستبعاد قوى وإحلال قوى أخرى غريبة عن الشرق الأوسط، وهذا يفهم إذا وضعنا جميع العناصر في خارطة جدية : العراق ، سورية، لبنان، اليمن، البحرين، ومؤامرات ينوون تنفيذها في مصر والجزيرة العربية، فما يريدونه هو إحكام السيطرة الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية على المنطقة، وها هي ضروراتها تلح بإطلالة أزمة الطاقة في العالم وما يمكن أن تلعبه منطقة المشرق العربي، وأكثر من ذلك، الأمة العربية والإسلامية قوة سياسية واقتصادية واعدة بدرجة أنها ستتحول إلى قوة دولية عظمى تنافس وتتغلب على القوى الأخرى، لذلك صار تدميرها ضرورياً وعلى هداها تشكلت أبعاد المؤامرة .
هل نجحت المؤامرة رغم ما وفروا لها من قوى خيالية ودموية تفوق التصور.
كلا، بل فشلت فشلاً ذريعاً، فشلوا في كافة المواقع والساحات التي أشعلوا فيها نيران الفتنة والفشل الأوضح، أنهم أخفقوا في وضع نظام، وأن تصوراتهم كانت أعجز من أن تضع حدوداً ومرتسمات لنظام سياسي بديل، ناهيك عن التدمير المتواصل بلا هوادة، لبلد كان على وشك أن يغادر مرتبة البلدان النامية. هذه هي أبعاد المؤامرة ونتائجها، والزمن وحده كان أفضل من مزق ستائر الكذب والاحتيال والإجرام، وسقوط هذا المخطط سوف لن يحتاج للقوة بالقدر الذي استخدموه، بل إلى رفض الاحتلال شكلا وموضوعاً فعلاً ونتائج، فما نجم عن الباطل فهو باطل وزائل.
وما من شك فأن ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة لغزو العراق واحتلاله التي قضت على كل آمال وتطلعات العراقيين للعيش الرغيد في إطار من السيادة والحرية والسلم الأهلي المجتمعي، كان العكس تماما، قتل وتقتيل دمار وخراب تشريد وتهجير فساد وإفساد وسرقة للخيرات والممتلكات.
وهيئ الاحتلال لذلك إعلاما نشطا كاذبا مضللا وخادعا، وبكل الوسائل والطرائق وبالدعاية المشبوهة.
ولكن رغم مرور ما يقرب من عقدين من الزمن، وإذا كان العراقيون يستذكرون اليوم تلكم الجريمة والنكبة المحنة، بألم ومرارة وغصة وعنت، ألا أنهم وبما يملكون من تأريخ أولي العزم وأولي البأس وأهل الكرامة، لم يهنوا ولن يستسلموا ولا يستكينوا أو ينكفئوا، واستطاعوا إفشال اغلب مشاريع الاحتلال، وهزيمة الكثير من أهدافهم الكبرى للنيل من العراق العظيم، وكشف عورات ذيولهم وصبيانهم وتحجيمهم وتهميشهم وجعلهم يعيشون في دوامة السقوط والفشل والخسران والحيرة والندامة.
ولقد تيقن المحتلون وأزلامهم من خونة الوطن، أن أحرار العراق وأبراره وشرفاءه، عقدوا العزم على استعادة بلدهم وتحريره تحريرا شاملا، والتصدي لكل مشاريع الترقيع وانتهاج منهجية التحرير والإنقاذ والخلاص.
ونذكر هنا (في هذه السانحة) ونضرب مثلا لصمود العراقيين وجهادهم ونضالهم المقاوم وكيلا ننسى معركة الفلوجة الأولى والثانية وانتفاضة الاعتصامات في المحافظات وفي بغداد وحزامها ثم الثورة التشرينية الباسلة المتصلة والمتواصلة رغم أساليب القمع والإرهاب للمحكومين في الخضراء.
إن المجلس الوطني للمعارضة العراقية، ومنذ انطلاق تأسيسه، كان وما زال يسعى إلى تبني مشروع تحرير العراق وخلاصه، بمناشط وسبل عملية مشروعة ومتنوعة، والى صنع مشروع وطني عراقي وحدوي، يضم كل القوى والفصائل العراقية المناهضة للاحتلال والرافضة للعملية السياسية، يتم من خلاله صنع نظام سياسي جبهوي مستقل يتساوى فيه العراقيون بكل تكويناتهم بعيدا عن التوجه الطائفي والعرقي والتخندق السياسي المنغلق، مشروع وطني يحافظ على ثوابت الإسلام والعروبة يرونه بعيداً ونراه قريباً والعاقبة للمتقين.
المجلس الوطني للمعارضة العراقية
11رمضان 1443هجرية -12/4/2022 ميلادية
هذه قصيدة كتبها الشاعر الكبير حميد سعيد عن نصب الشهيد في العام ١٩٨٢، وبمناسبة إساءة ذيول إيران إلى الشهداء العراقيين وإلى نصبهم نعيد نشرها.
سلام الشماع
رؤيا نصب الشهيد
حميد سعيد
في الفَجْرِ دَلفتُ إليهِ..
استقبَلَني عبدُ الهادي الصالحُ
قلتُ.. سلامُ الله عليكَ..
فقال..
عليكَ سلامُ اللهِ
وقَدَّمَ لي كأساً من ماءٍ باردْ
حينَ رَشفتُ قليلاً منهُ
رأيتُ جميعَ الشهداءِ يقومونَ إليَّ..
القُبَّةُ تمشي نحوي وتناديني باسمي
طلعتْ من شقِّ القُبَّةِ عَشرُ يماماتٍ..
أو عشرُ لآلٍ..
فأمتدَّ الأفقُ الأبيضُ..
وامتدَّ الفردوسُ الأخضرُ.. كثياب الشُهداءْ
وتفجَّرَ منهُ الماءْ
انتشرت حَبّاتُ الشذرِ على الشَجَرِ
اشتبكتْ بيمامات القُبَّةِ..
وهي تُوَحِدُّ دورتها بأغانٍ بيضاءْ
أجلَسني عبد الهادي الصالحُ ..
في الأرضِ المُمتَدَةِ ..
بينَ القُبَّةِ والماءْ
ونادى شجَراً..
جاءَ إلى حيثُ جَلسنا.. ظلَّلَنا
فَتساقَطَ ثَمَرٌ ضوئيٌ
حينَ مَددتُ يدي ولمستُ الثمَرَ الضوئيَ..
كأنّي بينَ سَماءٍ وسماءْ
العسجَدُ كانَ فراشي وغطائي أوراق الحِنّاءْ
مرَّ علينا زمنٌ
قلتُ لداليةٍ .. كانَ عليها سبعُ صبايا
يَتَساقَطُ من سبعِ كؤوسٍ .. تتلألأُ في أيديهِنَ..
اللؤلؤُ والمرجانْ..
كَمْ مرَّ عليَّ من الوقتِ ؟
أجابَتْ..
لا أَعلَمُ..
إنَّ الزمنَ صديقٌ نألفهُ
وأنا منذُ رأيتُكَ
أعرف أنّكَ من أرضٍ يدفعُ عنها الدمُ والأبناءُ..
الريحَ الصفراءْ
إنهُمُ أصحابي أيتُها الداليةُ الخضراءْ..
هذا رجُلٌ..
ظلَّ يقاتلُ من أجلِ مدينتِنا..
حتى فتَحَ اللهُ عليهِِ..
وهذا النائمُ بين الوردَةِ والوردةِ ..
الطالِعُ من غصن الزيتونِ..
صديقي
والآتي في الطَلعِ.. رفيقي
يا أيتها النفسُ الأمّارةُ بالحبِ.. أفيقي
إنّكِ في عليين الأحبابِ..
وفاتحةِ الزرعِ..
حقولُ الحنطةِ تسكنُ حافاتِ القبّةِ..
تتدلى الأغصانُ الذهبيَّةُ .. في الأفق المفتوحِ..
على شمسِ الروحْ
1 0 0
أولئكَ أصحابُ النجداتِ..
تقولُ الأغصانُ الداكِنَةُ الخضرة..
وعلى ميمنةِ النهرِ..
يُقيمُ العشّاقُ..
وقدْ سكنتهم أرواحُ حبيباتٍ..
كنّ تمنعنَّ طويلاً.. خارجَ وطنِ الشهداءْ
إنَّ لجاجاتِ العشقِ تصيرُ.. نداءاتٍ..
وحرائِقَهُ..
تغدو ساعاتٍ باردةً .. وحدائِقَ غنّاءْ
0 0 0
ها أنذا.. أستقبلُ وطناً مزهوّاً ..
بالشعرِ وبالشهداءْ
يَستَوقِفُني قمرٌ مغسولٌ بحليبِ امرأةٍ طاهرةٍ
أعطتْ للحربِ ثلاثةَ أبناءْ
يسألني..
أنْ أخرجَ من زمن النصبِ
إلى بيت امرأةٍ طاهرةٍ أعطت للحرب ثلاثةَ أبناءْ
أصحَبُها.. فأرى فتياناً بثياب الميدانْ
ينتظرونَ صباحاً..
لا تنزِلُ في ساحتهِ الأحزانْ
يُقيمونَ عليه متاريسَ .. لتدرء عن وطن الحبِّ..
شرورَ العدوانْ
ها أنذا.. أقترحُ النهرَ أخاً..
وأُسمّي الماءَ خليلاً..
والشهداءَ شموساً..
وأخطط بين النُصبِ وقلبي.. مُدُناً
وأُنادي امرأةً طاهِرَةً
أعطت للحرب ثلاثةَ أبناءْ
إنّا منتظرون.. تعالي
ندعوكِ لمائدةٍ لم تمسسها النارُ
بنوكِ يقيمونَ الليلةَ عُرساً.. كوني شاهِدَةً
وأنا والشهداءُ شهودٌ
سنطالِبُ عبد الهادي الصالِحَ أن يترجَّلَ..
عفوكِ أيتها المدنُ الطيِّبَةُ.. انتظري..
بعدَ قليلٍ يأتي مزفوفاً..
بالحُبِّ وأوسمةِ المجدِ..
مُحاطاً بالشعرِ وبالراياتِ..
تَحُطُّ على كَتِفيهِ طيورٌ..
وتُحيطُ بضحكتهِ أشجارٌ باسِقَةٌ..
وصبايا
20-3- 1982
دعامر الدليمي
سياسيون… ودكاكين سياسية.
العمل السياسي هو إيمان وعقيدة، إخلاص وتضحية، تعبيراً عن صدق الإنتماء لعمل وطني، من أجل الاستقلال والسيادة والنهضة، ويتعرض لمن يؤمن به لمواقف وشدائد ومحن، وألإيمان يتجدد فيه الفكر والعطاء دون كلل أو ملل، وإندفاع صادق لتحقيق مبادئ من يؤمن بها،……. والعمل السياسي كثيراً ما تظهر فيه فقاعات هوائية على سطح الساحة السياسية لأفراد أو جماعات في طرح شعارات لتسويق مشاريع تحت مسميات بالعشرات لا يملكون تحقيقها و لا تستند إلى وضوح سياسي، أو تإييد جماهيري، وأقرب ماتكون إلى نزعات فردية سفسطائية محكمة بعقد مصابة بهستريا سياسية. فالنظرة الحقيقة لهكذا مشاريع أو دعوات هي لإضعاف وتجزأة العمل والفعل الوطني المخلص،… إذ كان من الاحرص لدعاة هكذا مشاريع العمل وفقاً لقاعدة مشتركة من التفاهمات السياسية الوطنية المبنية على مشتركات مصيرية مستقبلية بعيداً عن مصلحة ذاتية أووجاهة شخصية لتحقيق الخلاص الوطني. فشخصنة القضية الوطنية واحدة من العيوب التي تلحق الأذى بالهدف المركزي السياسي للعمل الوطني الجمعي.
إن العمل الوطني الحقيقي هو النظرة الموضوعية لما يجري في الساحة العراقية الملتهبة بالاضطراب من فساد مالي وإداري وإنفلات أمني، وتخريب للبنىٰ التحتية ، والعمل الوطني الجادهو تقييم هذه الحالات للخلاص من المحنة التي يعاني منها العراق بعمل واسع يشمل كل أطياف وألوان ألأفكار السياسية في مشروع يستوعب الجميع وأحتضانهم تحت سقف وبرنامج وهدف واحد بعيداً عن أهداف شخصية فئوية ذاتية آنية سرعان ما تظهر وتختفي لعوامل فاقدة لشروط نجاحها، كدكاكين سياسية.